بقلم: عبد الحفيظ محمدي علوي
في الوقت الذي بات يعج فيه اليوتيوب المغربي بالتفاهات و التافهين لدرجة أصبحنا نتصور معها بأن هذا النوع من المواقع لا يمكن استغلاله إلا في الرقص المجاني و القهقهات و تبادل الشتائم، نجد أن دولاأخرى تحاول تسخير هذا الكنز الإلكتروني لخدمة قضاياها الجوهرية و حماية مجتمعاتها من بعض الظواهر السلبية، و من بين هذه الدول نجد مثلا إندنوسيا.
هذا البلد الأسيوي الذي فطنت فيه هيئة مكافحة الفساد لأهمية و قوة موقع يوتيوب فوضعت خطة غير مسبوقة تقضي بتحميل أشرطة مصورة خاصة بمحاكمات الفساد و الكسب الغير المشروع على هذا الموقع الإلكتروني الشهير.
و في تصريحات لبعض وسائل الإعلام المحلية و الدولية قال بعض المسؤولين على هذه الهيئة أن الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو تعريف المواطنين بمدى التقدم الذي يتم إحرازه في قضايا الفساد و في نفس الوقت الرفع من مستوى التأثير الردعي على مرتكبي جرائم الكسب الغير مشروع.
و هذه التجربة الأندونيسية هي فقط نقطة في بحر شاسع من التجارب الإيجابية التي من شأنها أن تذكرنا نحن المغاربة بأن موقع اليوتيوب هو فضاء مفتوح يمكن لأي مواطن و لأي مؤسسة استغلاله من أجل خدمة المجتمع في مختلف المجالات و لا يجب أن يظل حكرا على المغنيين و الفكاهيين و كل ما من شأنه أن يبين للآخرين بأننا شعب منحط و متخصص في استغلال التيكنولوجا الجديدة فقط في التفاهت و السخافات.